ثلاث مشاهد تشترك في الزمان: "وقفة" عيد الأم!
المشهد الأول:
الأب: يالاّ يا ولاد... قدامكو نص ساعة تتعشو و تدخلو تنامو... عندكم مدرسة بدري.
الابن: احنا مش رايحين بكرة!
الأب: و مين اللي أصدر الفرمان ده إن شاء الله؟!!
الابنة (بمرارة): نروح نعمل إيه؟... بكرة حفلة عيد الأم.
ساعتها الأب يتذكر موت أمهم فينظر لعياله الثلاثة بغم و يسأل نفسه: ليه كل سنة لازم يفكّروا الأطفال دول بيتمهم؟
...........
المشهد الثاني:
الابن: سرحانة ف إيه يا ماما؟
الأم: خالتك حالتها صعبة قوي!
الابن: إيه خير مالها؟؟!!
الأم: بكرة عيد الأم و طبعاً التليفزيون و الجرايد مش متوصيين فافتكرت ابنها.
الابن: الله يرحمه.
الأم: عيد إيه و زفت إيه؟... كل سنة يرجعوا يفكروها بابنها... ده عيد الهم مش عيد الأم!!
...........
المشهد الثالث:
فلان: النهاردة دبّيت مع أمي حتة خناقة... جامدة قوي!
علان: و إيه الجديد؟
فلان: الجديد إن أنا و أنا نازل افتكرت إن بكرة عيد الأم! و ده اللي مضايقني.
علان:أيوة صحيح... لأ لازم لما تروح تصالحها... المرة دي غير كل مرة... بقى بكرة يبقى عيد الأم و تزعلها منك؟!
فلان: عندك حق... أنا مش حاستنا لما أروّح... أنا حاكلمها دلوقتي... هات لما اتكلم دقيقة من عندك... انت بيزنس و مش طالبة الكريديت بتاعي يخلص!
!!!!!
...........
تعليقات:
- نعيد تساؤل الأب و مقولة الأخت: "ليه لازم يفكّروا الأطفال دول بيتمهم؟".. "كل سنة يرجعوا يفكروها بابنها" .. و بالمناسبة هذان الموقفان حدثا مع أناس أعرفهم .. ربما كان ذلك مما دفعني للتفكير في الأمر من تلك الزاوية.
- هل أصبحنا بهذه القسوة؟؟... أو لنقل أنانية! لندهس قلوب أولئك الأطفال و الثكالى و نكون في منتهى السعادة! كما لو كنا نقول: "يا عم اللي يزعل يزعل... هما بتوعنا؟؟"!!!
- هل علاقة الابن بأمه أصبحت بهذه السطحية ليعبر عنها بيوم للاحتفال؟؟ لم لا يكون كل يوم هو عيد أم؟؟ فيحرص الابن يومياً على إرضاء أمّه أن كانت موجودة أو الدعاء لها إن كانت متوفاة.
- يجب على كل ابن بارّ أن يقدم هدية لأمه في 21 مارس... أليس هذا ما تربينا عليه؟؟ هل لو قدمت لأمي هدية في 37 شعبان أو 15 ديسمبر أو حتى 30 طوبة, لو قدمت لها هدية في أي يوم في السنة هل ستقذفها في وجهي أو ستلقيها في القمامة قائلة: "لأ يا حبيبي الهدية ما تنفعش إلا في عيد الأم" ؟؟!!! .. و والله -بالتجربة العملية- إن وقع الهدية بدون مناسبة أعظم كثيرا من تلك التي تكون بمناسبة.
- أنا لا أعلم يقيناً أن كان عيد الأم هو بدعة أم عادة, لا أعلم إن كان الاحتفال به حلال أم حرام. لكني أعلم أنها عادة غربية... أي أنه شيء دخيل على مجتمعاتنا فنأخذه أو ندعه هذا شأننا .. أقول أنه لا أحد يجبرنا على الاحتفال به .. فأن كان فيه خيرا فعلناه و إلا فلا يلزمنا.
- أعلم جيداً أن هناك عشرات الآيات و الأحاديث "تأمر" ببرّ الوالدين عموماً و الأم خصوصاً... إذاً إذا كان في الاحتفال بذلك اليوم بر للأم لكان أمرنا به ديننا.
و نهايةً
إن كنت موافقاً على ما سبق فأرجو أن تدعو من حولك إلى الكفّ عن هذه الجريمة و إن كنت غير موافق فلعلك عرفت بعض من حجة من يرفض الاحتفال بذلك اليوم.
هذا رأي شخصي نابع من خبرتي و علمي المحدودين و الله تعالى أعلى و أعلم.
منقول